بعض الناس يحملون في داخلهم خزانات من خير لا تنضب.
يعطون بلا ضجيج، ويسقون من حولهم دون أن يُطلب منهم.
منذ اللحظة الأولى، يفيضون لطفًا، ويمدّون يدهم بسخاء.
لا يسألون: "لماذا؟" ولا ينتظرون: "شكرًا".
هم يعرفون أن كل قطرة تخرج منهم تعود إليهم أعمق وأجمل.
فالعطاء عندهم ليس نقصًا بل امتلاء.
وكل يد تمتدّ منهم، تزيدهم قوة واتساعًا.
الخزان الذي في داخلهم لا يعمل بالمقابل، بل يعمل بالإخلاص.
كل ما يمنحونه، يعود إليهم أضعافًا
في صورة راحة، ورضا، وسكينة.
هم لا يعطون ليُذكروا،
ولا ليُمتدحوا،
بل لأنهم وجدوا لذة في البذل،
وسعادة في أن يكونوا نفعًا حيث كانوا.
وكلما زاد عطاؤهم، امتلأ خزانهم أكثر،
لأنهم أدركوا السر:
أن من يعطي لله، لا ينقص.
وتذكّر في النهاية:
العمل إخلاص لله، لا انتظارًا لرد الجميل من الناس.
فما كان لله، دام واتّصل، وما كان لغيره، انقطع وانفصل