واقع الإدارة التربوية: مشاكل ميدانية وحلول مجربة من الاطار الإداري

إن تدبير مؤسسة تعليمية إداريا وماليا وتربويا يختلف تماما عن مهنة التدريس،ذلك لأن التدبير الإداري مهنة تتطلب تكوينا لاكتساب كفايات لممارستها حتى بالنسبة لمدرس ذي تجربة طويلة، لأنها مهنة أيضا تتطلب هوية أخرى، وعلاقه أخرى مع الواقع، اضافة الى نسج علاقات من نوع جديد مع المتعلمين والآباء والمدرسين...لذلك غالبا ما يواجه الإداري مشاكل في مختلف مجالات التدبير ؛ويبقى تشخيص تلك المشاكل عاملا مهما في تطوير اداء الاداري

التعريف الاجرائي للمشكلة

الصعوبات و المعوقات والعقبات التي تحد من قيام الاداريين بالواجبات والمسؤليات المناطه بهم و التي تؤدي الى عرقلة العمل المدرسي وتحول دون تحقيق الاهداف المؤكلة لهم.

السياق العام

إن محطة التدريب الميداني تكتسي أهمية بالغة، خاصة و أنها تمكن الإطار الإداري المتدرب من الاحتكاك المباشر بوسط سوسيو مهني سيشتغل فيه ؛كما تمكنه من الوقوف على مشكلات واقعية ميدانيا، تتطلب منه إيجاد حلول تربوية إدارية لها عبر البحث عن الصيغ الممكنة و الفعالة لتنزيل ما راكمه من معارف نظرية خلال أسابيع التكوين النظري بالمركز مما يخدم الغاية التي من أجلها شيدت المؤسسات التربوية و المتمثلة في خدمة المتعلم و تكوين المواطن الصالح وتحقيق النجاح المدرسي







مشكل مواظبة الأطر التربوية :

من بين المشاكل التي تواجه الأطر الإدارية الغياب المتكرر وغير المبرر لأحد الأساتذة الشيء الذي يتنافى مع توجهات مؤسسات التربية والتكوين التي تسعى الى محاربة الهدر المدرسي...

كيف يتعامل المدير مع هذا المشكل:

• ضبط وتسجيل الغياب

• ارسال التقارير الى الجهات المعنية

• اتخاذ التدابير الإدارية داخل الآجال

• توثيق عمليات التغيب

• الاحتفاظ بالتلاميذ داخل المؤسسة في حالة تغيب المدرسين

• تعويض ساعات الغياب

• برمجة حصص استدراكية و تكثيف الزيارات البيداغوجية التفقدية

في حالة التغيب مع استئناف العمل :

• توجيه اشعار بالتغيب إلى المديرية مؤرخ في اليوم الموالي للغياب.

• -إخبار المديرية الاقليمية بواسطة رسالة مصحوبة بنسخة استئناف العمل

• -تعبئة اللائحة الأسبوعية لتتبع الغياب في حينه على التوالي وإرسالها للمديرية الاقليمية نهاية كل أسبوع.




مشكل إسناد الأقسام للأساتذة :

تكتسي عملية إسناد الأقسام للأساتذة أهمية خاصة في العملية التعليمية، بل تعتبر أيضا محطة أساسية تتطلب الكثير من الجهد خاصة أنها أي هذه العملية يستند تفعيلها إلى الاعتماد على معايير ينص عليها التشريع والتوجيهات التربوية بشكل عام. غير أن هذه المحطة يصفها مديرو التعليم الابتدائي والإعدادي ونظار التعليم التأهيلي بقطعة عذاب يأملون أن تنتهي تفاعلاتها في وقت وجيز حفاظا على السير العادي للموسم الدراسي، فيما يضطر المفتشون رغم ملاحظاتهم إلى التوقيع على جداول الحصص مستحضرين الاكراهات الموجودة في البنية التربوية.

يتبين ان اهم الحالات التي تعترض عمل الاداري فيما يتعلق بالتنظيم التربوي :

• حدوث تقليص في البنية التربوية أو توسعها

• وجود فائض أو خصاص في المدرسين العاملين بالمؤسسة

• تقسيم مدرسة مستقلة أو إدماج مدرستين مستقلتين

كيف يتعامل المدير مع هذا المشكل

بالنسبة لطريقة توزيع المستويات على الاستاذات والاساتذة العاملين بالمؤسسة في الوسط القروي على مختلف الوحدات المدرسية الفرعية والمركزية، فيتم بناء على التراضي في إطار تشاوري داخل المجالس التربوية أو داخل الاجتماعات الخاصة بالتحضير للموسم الدراسي المقبل أوفي إطار اجتماعات خاصة إن اقتضى الأمر ذلك، مع ضرورة تحرير محضر للاجتماع يحمل توقيعات كل العاملين بالمؤسسة وفي حالة عدم التراضي يحتكم إلى المعايير الآتية مرتبة حسب الأولوية، على أنه لا يتم اللجوء إلى المعيار الموالي إلا في حالة التساوي في المعيار الذي قبله.

• الأقدمية بالمجموعة المدرسية (حسب قرار التعيين)؛

• الأقدمية بالمديرية الإقليمية؛

• الأقدمية العامة (تاريخ التوظيف بقطاع وزارة التربية الوطنية)

• السن.

وفي حالة التساوي بالنسبة لجميع هذه المعايير يتم اللجوء إلى إجراء القرعة ويتم ذلك بتحرير محضر يوقع من طرف كل الأستاذات والأساتذة العاملين بالمؤسسة.


مشكل الاكتظاظ و النقص في التجهيزات و الوسائل التعليمية

تعاني العديد من المؤسسات التعليمية العمومية من ظاهرة الإكتظاظ و نقص في التجهيزات ومن اهمها الطاولات و مكاتب و كراسي الاساتذة و السبورات

كيف تعامل المدير مع هذا المشكل

• مراسلة الجهات المختصة لتوفير العدد الكافي من المدرسين

• العمل بالتفويج بالنسبة للثالثة اعدادي في مادة الفيزياء و علوم الحياة والأرض و المواد الغير المعممة.

• ترشيد الوسائل والتجهيزات

• عقد شركات لتوفير الوسائل التعليمية و تأهيل فضاءات المؤسسة .

مشكل الحوادث المدرسية :

الحوادث المدرسية هي كل الإصابات الجسدية التي تلحق التلميذ بفعل غير إرادي من طرفه، أو الناتجة عن فعل فجائي وبسبب خارجي، أثناء وجوده في عهدة الأطر التربوية للمؤسسة التعليمية من رجال تعليم وغيرهم. او حين تواجدهم تحت مراقبة المكلفين بالحراسة ...

المدير

يتم إشعار المديرية الاقليمية بوقوع الحادثة بواسطة نظير من التصريح معبأ ومختوم من طرف مدير المؤسسة مصحوب بنسخة من وصل التأمين(إذا كان مؤمنا) في أجل أقصاه:

- ثلاثة أشهر من تاريخ الحادثة بالنسبة للوسط القروي؛

- شهران من تاريخ الحادثة بالنسبة للوسط الحضري.

كما يتم السهر على تكوين ملف الحادثة بعد التأكد من توفره على جميع الوثائق المتعلقة بالحادثة، وخاصة على الشواهد الطبية.

مشكل عدم انخراط الأساتذة او التلاميذ في أنشطة الحياة المدرسية

هناك مجموعة من المعيقات الاجتماعية التي تحول دون تدبير الحياة المدرسية تدبيرا جيدا، أو تمنعها من أداء دورها بشكل إيجابي، ولاسيما ما يتعلق بموقف بانخراط الأساتذة او التلاميذ في انشطة الحياة المدرسية.

كيف يتعامل المدير مع هذا المشكل

• تفعيل و تنشيط التحفيز بواسطة تدبير تشاركي فعال و مسؤول و تثمين الموارد البشرية و تحسين و تنظيم ظروف العمل

• وضع استعمالات زمنية خاصة بالحياة المدرسية

• تخصيص نقطة للحياة المدرسية

• تخصيص مكتب للحياة المدرسية

• وضع برامج رقمية للحياة المدرسية

مشكل عدم الإنفتاح على المحيط :

تعاني بعض المؤسسات من العزلة وعدم الانفتاح مما يتطلب تدخل المدير لفك العزلة وعقد الشراكات مع الفاعلين بغية جعل المدرسة العمومية تستجيب لفلسفة الرؤية الاستراتيجية2015/2030،

كيف يتعامل المدير مع هذا المشكل

التواصل الحقيقي لتحسين علاقتها بمكونات المجتمع المدني، علاقاتها بالأولياء، علاقاتها بالمؤسسات الثقافية والاقتصادية.

مشكل تأخر المدرس في متابعة الأمور التقنية و استعمال الاتصال و التكنولوجية

الاستعمال البيداغوجي لتكنولوجيا الإعلام والاتصال يبقى محدودا جدا لكونه لم يستهدف من التكوينات...


كيف يتعامل المدير مع هذا المشكل

• المبادرة في التكوين المستمر في هذا المجال المعلوماتي

• التتبع الميداني لأثر التكوينات على الممارسة البيداغوجية للأساتذة.

• المساعدة على البحث الذاتي واستكمال التكوين.


مشكل غياب النشاطات الرياضية المدرسية في التعليم الابتدائي

تنعدم حصص التربية البدنية، في اغلب المؤسسات التعليمية الابتدائية ، نظرا لغياب المرافق الخاصة بها اونظرا لغياب أساتذة متخصصين في المادة،رغم كونها مادة أساسية في التكوين التربوي للتلميذ ويرجع السبب الى قيام المؤسسات على مساحات ضيقة او شبه ضيقة دون وجود ملاعب لاحتضان مختلف الأنشطة الرياضية

كيف يتعامل المدير مع هذا المشكل

• التوعية بأهمية التربية البدنية كجزء ل يتجزأ من التربية العامة.

• توفير التجهيزات الرياضية الملائمة و تحسين الفضاءات الرياضية.

• التأكيد على واجبات هيئة التدريس للا نضباط لاستعمالات الزمن والقيام بالتربية البدنية و اطلاعهم على بعض المذكرات المنظمة .

• تنظيم تكوينات دورية حول التربية البدنية .

• احداث شركات مع الجمعيات الرياضية .

.


مشكل ظاهرة العنف اللفظي أو الجسدي داخل المؤسسة:


تعاني بعض المؤسسات من مظاهر العنف بالوسط المدرسي، الشيء الذي يتعارض وقيم المؤسسة التربوية، وينعكس سلبا على المناخ التربوي داخلها، لذلك بات من الضروري الرفع من مستوى فعالية التدابير المتخذة ميدانيا للتصدي لجميع حالات العنف المدرسي..

كيف يتعامل المدير مع هذا المشكل



• التبليغ الفوري، من طرف الأطر التربوية والإدارية، والتلميذات والتلاميذ، لإدارة المؤسسة بكل سلوك منحرف بالوسط المدرسي، على اعتبار أن التغاضي أو السكوت عن مثل هذه الممارسات، من شأنه التشجيع على استفحالها وانتشارها بالوسط المدرسي، وتطورها إلى أفعال أشد خطورة

• المبادرة من طرف إدارة المؤسسة التعليمية، بمراعاة المساطر الإدارية والقانونية الجاري بها العمل، إلى اتخاذ الإجراءات الضرورية والفورية المناسبة لكل حالة يتم رصدها أو التبليغ بها، دون تهاون أو تردد أو تأخير؛

• الإبلاغ الفوري لمصالح الأمن والسلطات المحلية، بشكل فوري، بالنسبة للحالات التي تستدعي تدخل هاته الجهات؛

• تكثيف قنوات وآليات التنسيق مع هذه المصالح، حتى تصبح المؤسسات التعليمية حصنا منيعا على كل الاعتداءات التي تطالها، سواء من داخل المؤسسة أو من خارجها؛

• تنصيب الإدارة لنفسها، وفقا للقوانين والتنظيمات الجاري بها العمل، طرفا مدنيا في الدعاوى ضد كل من تسبب في إلحاق ضرر بنساء ورجال التعليم بمناسبة القيام بمهامهم، حماية لحقوقهم الأساسية، وصونا لحرمة المنظومة التربوية، وتعزيزا لروح التضامن والتعاضد والتآزر داخلها


📣 شارك المقال: فيسبوك واتساب تويتر
⬅️ العودة إلى المقالات العودة إلى الصفحة الرئيسية