التربية وفلسفة المجتمع

لا يمكننا دراسة علوم التربية، بما فيها من نظريات وغيرها من الأمور، دون تقديم تعريف للتربية. لعل أبرز تعريف للتربية هو كونها عملية مقصودة ومنظمة، الغرض منها إكساب الفرد سلوكات ومعارف وقيمًا تتوافق مع فلسفة المجتمع وخصوصياته.

من هذا التعريف يمكننا أن نستخلص ثلاث أفكار أساسية:

الفكرة الأولى: أن التربية عملية مقصودة ومنظمة، أي أنها ليست عشوائية، بل مخطط لها سلفًا. فالأستاذ مثلًا، عندما يدخل إلى القسم، يعرف ماذا سيفعل، ويعرف الدرس الذي سيقدمه وكيف سيقدمه. وكذلك الأب، عندما يتخذ إجراءً معينًا مع طفله، يجب أن يكون على علم بتبعات هذا الإجراء، ويعي ما يريد الوصول إليه من خلاله. إذًا، هي عملية مقصودة.

الفكرة الثانية: أن التربية عملية هادفة، فعندما نربي فإننا نسعى إلى تحقيق أهداف معينة. الغاية الأساسية من التربية هي إكساب الفرد سلوكات ومعارف ومهارات محددة. وبشكل أكثر عمومية، فإن من أول أهداف التربية تكوين إنسان صالح ومنتج في مجتمعه. وهذا هو التوجه الرسمي أو العام للتربية، فلا يمكن أن نربي لننتج مواطنًا فاسدًا أو غشاشًا.

الفكرة الثالثة: أن التربية تتوافق مع فلسفة المجتمع. فلكل مجتمع فلسفته في الحياة، وثوابته، وخصوصياته. فمثلًا، التربية في المجتمع الفرنسي ليست كالتربية في المجتمع المغربي. هناك أشياء مسموح بها عند الفرنسيين وممنوعة عند المغاربة، والعكس صحيح، فهناك أمور نسمح بها للطفل المغربي ولا نسمح بها للطفل الفرنسي. بالتالي، تختلف التربية حسب المجتمعات. فما يحكم التربية في المجتمع المغربي هو القيم الوطنية والإسلامية والإنسانية، أي الثوابت التي تشكل مرجعًا للتربية، والتي لها حمولة تاريخية وثقافية ودينية.

📣 شارك المقال: فيسبوك واتساب تويتر
⬅️ العودة إلى المقالات العودة إلى الصفحة الرئيسية