شات جي بي تي هل هو الحل أم المفتاح الذي يهدد سرية علاقاتنا؟
:
---
شات جي بي تي.. هل هو الحل أم المفتاح الذي يهدد سرية علاقاتنا؟
يلجأ الكثير من الأشخاص، بل وحتى الأزواج، بعد توتّر العلاقة بينهم إلى شات جي بي تي كوسيط محايد يساعدهم على فهم الموقف أو تهدئة النفوس. وكم من الأزواج الذين شهدت بينهم خلافات حادة، فوجدوا في استشارته فرصة لإعادة النظر قبل اتخاذ قرارات قد تفسد علاقتهم إلى الأبد.
كثيرًا ما طلب مني البعض رأيي، وكنت أستخدم شات جي بي تي للحصول على نصائح موضوعية تساعدني في توجيههم بشكل أفضل. ورغم أن هذه الأداة كانت أحيانًا كنفَس هادئ في زحمة الانفعالات، إلا أنني أدركت شيئًا مهمًا جدًا: ليست كل الخلافات يجب أن تُطرح على وسيط خارجي، مهما كان ذكيًا ومحايدًا.
أتذكر موقفًا قريبًا، حين استشارني صديق مقرب كان في خضم خلاف عائلي عميق مع زوجته. في البداية، أراد فقط من يُؤكد له أن زوجته هي المخطئة، لكن بعد أن استخدمنا معًا شات جي بي تي كمصدر لطرح الأسئلة والتفكير، بدأ يفهم أن الخلاف ليس ساحة حرب طرفها مخطئ بالكامل. لكن، رغم ذلك، رفض أن يناقش الأمر مع زوجته مباشرة، وبدلاً من ذلك واصل البحث عن "حكم" خارجي يؤيد موقفه.
وهنا، أدركت أن اللجوء إلى وسيط رقمي مهما كان ذكيًا لن يعوّض أبداً الحوار الحقيقي بين الطرفين. بل على العكس، قد يفاقم المشكلة عندما يحل محل التواصل المباشر.
المشاكل الأسرية، بطبيعتها، تحتاج إلى خصوصية تامة. فقد وجدت أن الحفاظ على سرية هذه العلاقات، والتعامل معها بحذر داخل نطاق الأسرة فقط، هو ما يحميها من التشويش وسوء الفهم. اللجوء إلى طرف خارجي حتى لو كان برنامجًا ذكيًا، قد يفتح أبوابًا لا يجب أن تُفتح، ويجعل العلاقة أكثر هشاشة.
لذا، أدعو دائمًا إلى اللجوء إلى صوت العقل والهدوء داخل الأسرة نفسها، وأن تظل مشاكلنا الخاصة حكراً على من يشاركنا الحياة، لا على خوارزميات أو منصات رقمية.
في النهاية، لا شيء يغني عن التواصل الصادق والخاص بين البشر، ولا يجب أن ننسى أن سرية علاقاتنا الاجتماعية هي ما يحفظها ويقويها.
---
⬅️ ارشيف الاخبار
العودة إلى الصفحة الرئيسية